القلعه image
شئ من الخيال

قلعه بعيدة ولكن متاحة للجميع و مستباحة ، قلعه بمكان عالي ولكن بين الأيادي ، قلعه ملونه جميله مبهرجة زاهية تغيرك بجاذبيتها وسحرها وكأن أُلقي فيها تعويذه!!
من الخارج يزينها طوبها الأصفر تلفحه الشمس العاليه، يرتفع ويتربع بأعلى قممها رايه بيضاء رفرافه دليل السلام والصفاء وأن دنسها بعد ذلك أيدي الغرباء.
قلعه مسالمه هادئه لا لها ولا عليها سُنت بقوانين صارمه من ساعه دخولها الى الخروج منها . من قوانينها لا غوغاء ولا كلام عالي وقاذف ولا مناقشات جوفاء سخيفه ولا صور معلقه بوهيمية لا اصل لها ولا جذور . مزينه جميله كالعروس بليلة حناها تستقبل امانيها بأبواب واسعه وكل أمالها ان تكون جميله لباقي سنينها . تتزين بـثوباً حريري فاخر نُسج ممن دودة القز وطرز بنقوش هادئه وبعبارات الرحمه والالفه.

ولكن لا يدوم الحال من المحال ولن تدوم الصوره المثاليه، الصافيه و الهادئه . فلا بد ان تاتي الغيوم السوداء والرعود والبروق التي لا تبشر بخير التي بظاهرها رحمه ولكن بباطنها العذاب الشديد . ولا بد ان تتغير الرؤيه وان استهل واستبشر الانسان بمطرً من السماء فيه غيث يغاث فيه العباد وفيه رحمه واستجابة دعاء.
دخل عليها الغرباء والدخلاء وصار يجول فيها من لا هوية له ولا فكر ولا منطق . بوهمين الفكر متحجري المنطق ، يُساقون ولا يسوقون يطبقون المثل ( مع الخيل يا شقرا) بدون فهمًِ واضح.

لم تعد زاهيه بل اصبحت بستان مر عليه عاصفةً هوجاء بمسائه ، اقتلعت اليابس و المخضر ، الطالح و الصالح . عاصفة بلا اعصار بّدل الحال واستحل المكان وقلب الحكم علي الحاكم ، كالغابه لا سيد لها ولا عرف ( كل شخص يدُ لالو ).
دخل عليها الوحوش وان لبسو ثياب بيضاء - كبراءة الذئب من دم يوسف ـ وان تزين كل واحداً منهم بافخر المجوهرات وتطيب بأطيب الطيب واعتلي وجهة المساحيق كأنه مهرج يُضحك الناس لكي يجمع المال .
الكل اصبح عالم ، زاهد ، مفكر وزن تطلب الامر شيخ يفتي ويلبس ثوب التقوى . الكل اصبح يعيش ويصور لك مدينة افلاطون الخياليه والكل اصبح مفكر وحكيم . ( صحيح خذ الحكمه من أفواه المجانين)
الكل يخطب فيك خطبً جوفاء ويعيطك من خبرة السنين وكيف كان عصامياً .
الكل استحل الساحات واعتلى المنابر وجمع الحشود واصبح راوي ، وان أراد دكتور و بروفيسور يصف لك العلاج عبر المحيطات .
التصفيق والتصفير والافواه الفارغه والعقول القاصره والنظره الحائره والانفاس الاهثه وكأنهم بسباق الى مغارة علي بابا من كنوز لامعه بارقه لا مثيل لها ، ولكن للأسف كلها زائفه .
تجلس شهرزاد تتغزل بشهريار وتروي له القصص التي لا نهاية لها . وينظم جميل بـ بثينه أشعار لم تكتب من قبل ، ويا أسفي على روميو و جوليت لكل استباح حبهم واصبح التقليد أعمى .
ياااااااااسفي على الحال !!!

ومضه
برامج -الهدم- الاجتماعي فيه مال عينً رأت ولا خطر على قلب بشر… البعد عنهم غنيمة

ودمتم سالمين🌹

كتبت
24\06\2023






أ
تم عمل هذا الموقع بواسطة