دون ... دن....توت...توت... فجأة تصحو من نومها على رنين أجراس ليس بأجراس الكنيسه ومنبهات لا يشبه صوت
المنبه الذي يقلق نومها كل صباح . أنها أصوات متزامنه ملتحمه كل صوت ينهي عمله ويفسح المجال لغيره لكي يتقدم ويثبت جدارته، أصوات متحده مع صوت بشري مجهول الهيئه بالنسبة لها وكأنهم سمفونية بأوركسترا يستعدون لحفل الليله أو ربما يناقشون ماجرى بالأمس . تفتح عينيها وتهز رأسها يميناً وشمالاً وبقوة على وسادتها وهي تردد أعوذ بالله .. أعوذ بالله ياربي أجعله خيراً... الحمدلله انه حلم ياربي ماهذه الليلة. لقد تألمت فيها كثيراً وكأني أجريت عمليه بمشرط جراح بليلة جوفاء- كما يخيل لها- ياربي أكانت مغامرة بمنامي ، ااااوه.. ليلة” طويله رأيت فيها منامات وأُناس ووجوه معروفه وأخرى مجهولة وكأن روحي عُرجت الى السماء بليلة قمراء والتقت بأرواح وأنفاس أُناس محببين للاسف لا القاهم الا بأحلامي او تخيلات ، يسكنون بداخلي ولا استطيع البوح بهم . ولكن كانت فعلاً رحله طويله فالفرق بين السماء والأرض كالفرق بين الجنه والنار وتنازع الارواح ، وهل لنا خيار!!!
ياريت روحي بقت معلقه متجوله سابحه بالسماء تزور الأحباب والخلان ولم ترجع نزولاً الى الارض وتصدم بالواقع . كانت حره طليقه مرتاحة ترتع بملكوت السماء وفوق هذا وذاك كانت نقيه خفيفه لم يلوثها غُبار السنين ولا حقد الحاقدين . ااااه …كم انا تائهة أكنت انا بحلم أم لحظاتي هذه هي الحلم -ياريت تكون لحظاتي هذ لحلم -، لقد اختلطت اوراقي وتبعثرت أحلامي وتطايرت أفكاري وتعثرت خطواتي وجف قلمي ولم تجف دموعي ومال سطري وأصبحت حروفي وكلماتي من غير نقاطي ، مبهمة وكأنها لغة مجهولة لم تنقش على الحجر ولم ينطق بها البشر والنقطة التي تتواجد بالعاده بأخر سطري سقطت ولم اجدها لكي أنهي كتابي التعيس وايامي الطويله وأبدأ صفحات جديده
أمسكت برأسها تضغط عليه بشده كما تمسك دفتي كتاب وتحاول فتح صفحاته فتجدها بيضاء خاليه من نقوشها تقلبه بجنون ولا تجد غير الأرقام المذيلة بأخر كل ورقه ١،٢،٣،.. فجأة يتوهج وجهها وهي بوسط هذه المتاهات والتساؤلات وترى المحمول بين الايادي وهو يتقدم اليها واثق الخطوه فهو ملك!!! تنهمر دموعها لتحفر أخدوداً على خدها عميق بعمق انتظارها وشغف وتعب حياتها التي بدأت فصولها اليوم فما كان كان والآتي انت....
تمسك بوليدها الذي أبصر النور بامسها ، تنظر اليه ولم يرف لها جفن ولم تغمض لها عين وقلبها بين أضلاعها يرتجف كأنه فريسه أصابه سهم الصياد . تقربه اليها وتشمه فيُخيل أليها أنفاس الجنه وما شهدته بليلتها ، تهمس بأذنيه ( سوف ابقيك ابيض ولن ألون أيامك بتلويني القاتم ولن اكتب لك يومك بقلمي بل انت من سوف تكتب وتلون أوراقك لكي تبقى نقيه طاهره كنقاء أمسي بسمائي. سوف نحكي ونتسامر واحدثك بما جرى بأيام لم تشهدها ولا أتمنى ان تشهدها !!! )
ياوليدي انها ايام شهدة صولات وجولات كمحارب يدخل سيفه بغمده و مايلبث أن يخرجه لكي يعاود القتال. اوش... اوش يا لساني لا تحدثه بما لا يليق فهو ضيف جديد نزل منزل الامير وسوف يعيش بكل جميل وله العمر المديد من فضل القدير .
ومضه
لقد طال الانتظار ولا بد من النهار وان طالت اليالي....
ولكن لم ياتي وليدي
ودمتم سالمين.....🌹
كتبت
7/3/2017
اعيد نشرها
22/3/2023