خيوط العنكبوت image
زهرة العمر

تجلس منفردة بغرفتها بالركن الأيمن من الغرفة المنارة بمصباح متأرجح يتوسط السقف المنقوش بنقوش ذهبية بغاية الجمال والإتقان . يتأرجح المصباح يميناً وشمالاً بفعل الريح المتسربة برقة من النافذة ، يذكرها بسنين عمرها التي مرت عليها بسعاده وأمان وأصبحت الان متأرجحة . فقد اذبلها خريف العمر المتأهب لشتاءً عاصف طويل بلياليه البارده . تهمس بصوتً خافت -سوف أواجههم لوحدي وان طال الوقت- لم تتضح الرؤي هل سيشرق عليها الربيع بشمسه اليافعة الجميلة وتزهر أيامها كورد الحقول او تتجمد ببرد الشتاء وتطوى صفحتها؟ القرار ليس بيدها!
تجلس بغرفتها وهي تسمع الأصوات المتعالية من الغرفه المجاورة -الصالون- والجدال الصعب والنقاش يعلو بين متحمس و متقهقهر . تحاول ان تلهي نفسها بقرأة كتاب او النظر من نافذه او حتى بترتيل أغنيه كانت تُهدهد فيها على مسامع اطفالها ليناموا بهدوء وسكينة . تنزل من مقلتيها دمعة خفيه حاولت جاهده ان تكفكفها ولكن تقهقرت تماماً كجندي محارب زٌجّ فيه بمعركة لا ناقة له فيها ولا جمل.
أنارة مصباح الطاوله الجانبيه ومع ضؤ المصباح نزلت دموعها بحراره كمطر غزير من غيمة سوداء او كـمرأه حامل تنتظر المخاض باي لحظه بشهرها الأخير . دموعها على خدها يشبه اللؤلؤ يغوص من اجله الغواص بأعماق المحيط ينير بالظلمة كوكباً دُري -دموعك عزيزة ياست عزيزه-
الجو بالخارج عاصف ملبد بالغيوم ينتظر ساعة الصفر كي يروي الأرض العْطشه ، وصرير الريح يضيف على المنظر لمسة من الرهبة والحذر. تنظر باتجاهات الطريق ولا ترى سوا الأوراق المتساقطة تنثر على الحجر القرميدي لوحة فسيفساء منقوشة بدقه يبعثرها أرجُل الماره المسرعين الى مأوى يجمعهم قبل ساعة المعركة -العاصفة -وإعلان حظر التجوال من قبل الطقس المتمرد.
تنظر بأنعكاس المرآه فيُخيل لها سنين عمرها قد تناثرت على الارض - بفعل ابنائها - الرخاميه التي تغطيها قطعة سجاد فاخر ، لقد سهرت على راحتكم ليل نهار بماء عيوني لقد كنت لكم الشمعه المنيرة بظلمة الليل العاتم . تشعر بعاصفة بداخلها تضربها من كل اتجاه تشبه تلك التي على حدود المدينة تنذر بليله ليست ككل الليالي . عاصفتها بدأت باكراً منذُ عدت ايام مع اول شعاع للشمس الذي كان يملئ-الصالون- عندما دخل عليها اولادها مجتمعين -بربطة المعلم- ماما لقد قررنا أن نأخذكٍ الى دار المسنين لقد انتهى زمانكٍ !!!!!
ترسم على شفتيها المزهره ابتسامة رضى وتقول لهم حاظر يا فلذات قلبي وزهرة عمري .

ومضه 
كم هو عنيف العمر عندما يتحول الى سكين نغرزه بصدر من اعطانا الحياه..


ودمتم سالمين........🌹

كتبت
12/2/2017

أعيد نشرها 
15\5\2023
تم عمل هذا الموقع بواسطة