الاول من شهر مايو
اليوم الاول
ما أصعب البدايات وما أثقل اليوم الاول يمر وكأنه لم يمر علي يوماً أثقل منه . ساعاته أعوام ودقائقه من دقات القلب المثقل العنيد أم ثوانيه فانها كالسلحفاة التي سابقت الأرنب فسبقته!!!
لم أكترث بطوله كما ضجرت من رتابته وروتينه ، الثانيه تلحق اختها ولم يفرق بينهم حدثاً هام . صباحي كـ مسائي ومابينهم من ضحى و زوال عتمة تلف الروح وليس المكان ، أنتقل بين الامكنه وكاني لم آلفهم من قبل ولم أعتاد عليهم من سنين . روحي هائمة ورقيقه يجرحها صمت المكان وهدؤ المزعج للمساء .
الشمس مابين الإشراق والغروب والقمر مابين الأفق والشفق يتبادلون الاوضاع والتحيه وانا هنا ناظره تغير الأماكن التي مر عليها يومي الاول .
اليوم الثاني
غبت ياقمري من اول نهاري ولم تشرق شمسي بـ سمائي وحل الظلام المفتعل بيومي على الرغم من إشراقة وحرارة الشمس بكبد السماء . أسدل الستار وحل الظلام اللذي يلف المكان وأكاد لا أبصر الطريق !! الظلام سكن بعيني وليس بالمكان .
أنا على علم بل يقين مؤكد أن الظروف والمساحات اكبر منك، ولكنك أنت الكبير وأكبر من كل شئ وتصغر بل تتلاشى امامك العتبات وتتيه بطريقك العثرات ولا تعرف للمستحيل مفردات ، انا مؤمنه انه لا كبير الا الله سبحانه ولكنك انت من كبر حظي بتلاقي دروبي مع خطواتك ووصلنا للنهايات .
لا اعرف المستحيل ولا يوجد بالقاموس ماهو الممكن ، كل شيء مدبر منسوج كـ قطعة صوف حيكت بمهاره وعنايه تتلون الخيوط بألوان الحياه بعينيك .
اليوم الثالث
المكان يضج بالهدوء يختنق من لا شئ لا همس إلا صفير الرياح تدق على نافذة تستاذن بالقدوم ولا كلام إلا صوت المذياع القادم من الجيران دون أستاذان . كل شي يلفه الغموض الاتربة متناثره علي المنضدة الجانبيه ولا هم لي بإزالتها هناك عندما كنت تجلس و تكتب وتحدق بالمكان . المصباح الذي كان لا ينطفئ قد ذهب نوره الان وكانه في حالة حزن وكأبة لا نهاية لها .
كل شي كما هو كان من قبل وكانها لم تمر أيام كأنها سنين وما أثقلها من سنين عجاف . كل شي طاله الذهول والشرود كأنهم ضربتهم صاعقه او نزلت بديارهم مصيبه ، وتعرف انه لم يبرح مكانه من حدود المكان والزمان . البراويز والصور التي كنت تتغزل بها أخذت علامتها علي الجدران واتحدت معه ورسمت اللون الرصاصي المائل الى سواد ،كانت منذ زمن شخوص لأشخاص مازال طيفهم يراوح بالمكان !!!
اليوم الرابع
اليوم بدء بعد العاشره بدقائق صباحاً بتوقيتي !! عندما فارقت الفراش ولم افارق الاحلام الكل يسحبني ألي اتجاهين متنافرين . فـ بلامس كنت رفيقي بحلمي بل بواقعي وصاحبي بضحكتي مع دمعي وكنت أنيسي بوحدتي بل بفرحتي وكنت تجول المكان الذي لم تفارقه ابداً مازالت الأطياف هناك .
كان امتزاج رائع مابين الافكار والروح .. الاشواق تحترق كـ إحتراق العشب بعد ليلة ثائره عاصفه من الرعد والبرق فتتركه قشً يتطاير مع ريحاً هائجة لا تعرف لها قانون . الافكار تلعب داخل الرأس الخاوي تصفر فيه كـ صفير المزمار إيذاناً بقدوم الاعداء ، تراهم من أعلي قمة القلعه فتحرق الرايه كما تحرق الروح بالجسد لكي يبدأ العد التنازلي.
اليوم مابعد الاخير
كل شي يتقبل الرثاء يستقبل العزاء يذرف الدمع ويلبس السواد . لا تنظر اليه فسوف تجفل من الصوره ويستحي من المنظر كأنه فزاعه لا ملامح له ، فقط يفزع الطيور المهاجرة الماره.. يدور بدون بوصله بكل الاتجاهات مع الرياح الاهبة .
فجاه….. ومن دون معجزه او تعويذه … وعلى غير موعد….مع دقت الباب المعروفه.. وريحت رذاذ العطر المشهوره.. وخطوات القلب المتسارعة كـ حلبت سباق - أيكون هو-!!!
هل عاد من لا شيء …
يتبدل المشهد المظلم الى جنة عدن ادخلوها سالمين أمينين، ارتد بصري كما رود ليعقوب بصره بعد ثوب يوسف. واستجاب ربي لابتهالاتي بليلي الطويل كما استجاب الله لتسبيح يونس ببطن الحوت . وسمع ربي بُكائي مع دُعائي ورجائي بيومي . كانت ايامً طوال بوقتها قصيره بعمرها تقتصر العمر .
عادت أيامي…..
ومضة
ليس كل منطوق مكتوب ولا كل منظور معبر ومابينهما حكايات طويله … تختفي الكلمات مابين الاسطر…
ودمتم سالمين...
🌹
كتبت
2023\5\6